القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة المكالمة المرعبة(الجزء الرابع عشر)

قصة المكالمة المرعبة - الجزء الرابع عشر

طلع النور...
والشارع بدأ يتحرك كأن الدينا بتصحي من حلم وحش.
ناس ماشية علي الرصيف، عربية عدت جنبي،
وصوت الاذان خلص ورجع الهدوء الطبيعي اللي اي يوم
بيبدأ بيه.
بس انا؟
انا ماكنتش طبيعي.
الختم علي إيدي كان لسه سخن.
مش حرق...
سخونية زي دم لسه بيتجمد.
رجعت البيت وانا حاسس إن في عينين مراقباني من كل شباك، ومن كل مرايا.
قفلت الباب ورايا بالمفتاح...
وبرغم كده حسيت إن القفل مالوش اي معني.
رميت نفسي علي الكنبة، وإيدي بتترعش.
قلت لنفسي:
يمكن اللي حصل انتهي... يمكن كله كان صدمة.
بس الجوال رن، وكسر اي أمل.
فيصل.

-لازم نتحرك بسرعة.

قالها من غير سلام ولا مقدمات.

-في ناس بدأت تشوفه.

قعدت مستقيم.

شوفته؟ ازاي؟

-في بلاغات.

ظلال بتتحرك. انعكاسات من غير اصحاب ناس بتصور، بس الفديوهات بتختفي او تتشوه.

سكت ثانية وبعدين كمل:

-الحارس بقي مش مرتبط بمكان... بقي مرتبط بيك.

الختم علي إيدي نبض.
نبضة...
ثم نبضة اقوي.
صرخت:

-انا مش عايز ده! قولي اخلص ازاي؟

تنفس فيصل بعمق:

-الربط اتعمل من زمان. بس كسره ممكن... لو واجهته في النور الكامل.

-يعني إيه النور الكامل؟

-مكان مليان ناس. ولازم يبقي ظاهر للكل. لو انكشف بالكامل... يضعف.

قبل ما ارد، النور في الصالة بدأ يطفي وينور.
مش فصل كهرباء...
لعب.
سمعت صوت خبط خفيف...
مش علي الباب.
علي الحيطة اللي وراي.
خبط...
ثم خربشة.
ظهر الظل علي الحيطة.
اطول من اول مرة.
واوضح.
البيت برد فجأة.
سمعت يقول، من غير صوت حقيقي:

-بتحاولوا تهربوا للنور؟ فاكرينه  بيضعفني؟

الحيطة تشققت...
وشكله بدأ يطلع منها، كأنه جزء منها.
صرخت في التليفون:

-هو معايا دلوقتي!

فيصل قال بسرعة:

-اسمع... إخرج. دلوقتي. روح اقرب مكان مليان بشر.

الظل مد ايده نحوي...
بس ما لمسنيش.
الختم ولع نار.
جريت.
خرجت من البيت، نزلت الشارع، والناس حواليا ماشية بشكل طبيعي...
ولا حد حاسس بحاجة.
بس لمه عدي جنبي...
ناس بدأت تبص وراها.
ست شابة وقفت فجأة وبصت للأرض.
طفل مسك إيد امه وقال:

-ماما في حاجة ماشية ورا الرجل ده.

وصلت ميدان كبير، فيه حركة، اصوات، نور.
وقفت في النص.
والظل وقف ورايا.
لكن المرة دي...
ما اختفاش.
ناس بدأت تشوفه.
همهمات.
صوت حد قال:

-هو ده إيه؟

الحارس بقي اوضح، كأنه مجبر يبان.
ملامحه بدأت تتكون...
ووشه مش بشري...
ولا وحش.
كان فاضي.
صوت فيصل جالي في ودني، كأنه قريب:

-دلوقتي! واجهه... وسمي اسمه بصوت عالي.

بلعت ريقي، ولفيت ناحيته، وصوتي كان عالي 
لأول مرة:

-انت الحارس! مش صاحب مكان... ولا صاحب البشر!

الظل اهتز.
الناس صرخت. 
الهواء اتشق.
الحارس صاح بغضب:

-انا ذاكرة خوفكم! انا اللي بيحاولوا تنسوه!

الختم علي إيدي اتشقق...
وطلعت منه حرارة ونور خفيف.
لسه المواجهة ما خلصتش...
لكن اللي حصل بعدها؟
غير كل حاجة.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
نكمل في الجزء الخامس عشر؟ هيكون لحظة انهيار الحارس... او سيطرته الكاملة.
بقلم:Muhammad kalaf

تعليقات