قصة المكالمة المرعبة- الجزء الثالث عشر
واقفت في نص الشارع وانا ابص حواليا...
نفس الحي.
نفس البيوت.
نفس الهدوء اللي قبل الفجر.
بس الاحساس؟
مش طبيعي.
الشارع كان اهدي زيادة عن اللزوم...
ولا صوت عربيات،
ولا حتي صوت كلب بعيد.
بصيت في ساعتي:
3:17الفجر.
نفس الوقت اللي رجعت فيه.
ركبت العربية وانا دماغي مليانه اسئلة، لكن سؤال
واحد كان مسيطر:
هل اللي حصل خلص؟ ولا ده لسة البداية؟
اول ما شغلت العربية، الردايو اشتغل لوحده.
محطة مش محفوظة.
صوت تشويش...
وبعدين صوت مذيع واطي:
-في بلاغات عن ظواهر غريبة شاهدت فجر اليوم في عدة مناطق...
قفلت الراديو بسرعة.
مش ناقص.
وانا بسوق، لمحت في المرايا الخلفية حاجة خلت قلبي هيقف.
الطريق فاضي...
بس في ظل ماشي ورا العربية.
مش شخص.
ولا حيوان.
ظل بس...
طويل...
ويميل ناحية اليمين.
دست بنزين.
الظل مالوش صوت...
بس كان بيقرب.
الجوال رن.
فيصل.
رديت وأنا بعصب إيدي علي الدركسيون:
-ده انت؟!
ولا هو؟
رد بعد ثانيتين صمت:
-شفته صح؟
سكت.
الاجابة كانت واضحة.
قال بسرعة:
-اسمعنا كويس.
الحارس قدر يدخل عالمك... بس مش كامل. هو محتاجك علشان يثبت وجوده.
صرخت:
-يعني ايه محتاجني؟!
انا عملت ايه اصلا؟
-انت العلامة.
الختم اللي علي ايدك... ده ربط. من غيره هو مجرد ظل... معاه، يقدر يبقي حقيقى.
في اللحظة دي، العربية طفت.
وسط الشارع.
الانوار كلها انطلقت...
وحتي الموبايل فصل.
والظل؟
بقي واقف قدام العربية.
نزلت من العربية بالعافية.
رجلي كانت تقيلة...
كأني ماشي في طين.
الظل بدأ يتشكل.
مش بسرعة...
ولا مرة واحدة.
رجليه ظهرت الاول.
وبعدين الجذع.
وبعدين الرأس المميل.
نفس الحارس.
لكن المرة دي...
في نور الشارع.
ناس ممكن تشوفه؟
ولا انا بس؟
سمعته...
مش بودني.
جوه دماغي:
-رجعت... زي ما قولتلك.
قلت بصوت مبحوح:
-ليه؟ سيبتني هناك... ليه جيت هنا؟
رد بخطوات بطيئة ناحيتي:
-لان البيوت بتنهدم. والذكريات بتضعف. وأنت... بوابتي.
فجأة، نور شباك فتح في بيت علي يميني.
ست ست كبيرة بصت من الشباك...
وبمجرد ما شافت الظل...
قفلت الشباك بسرعة.
يبقي...
هي شافته.
الحارس ضحك.
ضحكة خلت الهوا يبرد:
-بدأت اشوف. وده معناه إني بدأت اعيش.
الجوال اشتغل فجأة.
فيصل علي الخط:
-لو لمسته... لو قرب منك اكتر... العالم ده هيتلوث بيه.
قلت:
-طيب أعمل إيه؟
رد بحسم:
-لازم تقطع الربط. ولا انت هتضيع... ولا البشر هيعرفوا يناموا تاني.
الحارس وقف قدامي مباشرة.
مد إيده...
نفس الايد الطويلة وغير الطبيعية.
وبصوت واطي قال:
-هما عمرهم ما شكروني. وأنت... هتخليني أكون موجود.
الختم علي إيدي سخن.
سخن قوي...
لدرجة إني صرخت.
وفي اللحظة دي...
سمعت صوت اذان الفجر من بعيد.
الصوت قطع الهوا...
قطع الهمس...
وخلي الظل يتراجاع خطوة.
الحارس بص حواليا بغضب...
وبعدين قال:
-ده مش اخرنا يا رايد. الدور الجاي... هيكون في النور التام.
واختفي...
مش فجأة...
لكن كأنه اتسحب جوه الارض.
الشارع رجع طبيعي.
العربية اشتغلت.
والوقت اتحرك من جديد.
لكن الختم علي ايدي؟
لسه موجود.
عرفت إن المرحلة الجاية اخطر.
الأن الرعب...
خرج للنور.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هنكمل في الجزء الربع عشر هيكون المواجهة الأولي بين الحارس وعالم البشر بشكل مباشر.
بقلم:Mohammed kalaf

تعليقات
إرسال تعليق