رواية غرام الليل
الفصل العشرين من الجزء الثاني
الليل كان أسود أكتر من أي مرة.
المطر نزل بغزارة، لكنه ما قدرش يغسل الرعب اللي في قلوبهم.
سامر واقف في الصالة، عيناه على الجنينة.
إياد اختفى.
في لحظة، الباب اتفتح من غير صوت… والطفل ظهر قدامهم، عيونه واسعة وخائفة.
إياد بص لهم وقال بصوت منخفض:
— سامر… هو اللي ورايا… عايز يموتني.
هنا ركضت واحتضنته، دموعها نزلت بغزارة.
سامر قرب بسرعة، ويده على مسدسه، عينه على الباب.
فجأة، ضحكة واطية… قاسية.
صوت مألوف… من بعيد، خلف الزاوية:
— يا سلام… اللعبة بدأت تتضح.
سامر شد المسدس أكتر:
— مين؟
الظل خرج… الوجه اللي سامر ماكانش مصدقه يبان.
— أه… سامر الفيشاوي… أخيرًا.
سامر وقف جامد، عينه اتشدت:
— إنت… إزاي؟
الراجل ابتسم ابتسامة مجنونة:
— طول الوقت كنت شايف كل حاجة، وكنت ورا كل محاولة تخويف.
— إياد؟ ده الطفل اللي كلنا عايزينه؟
— آه… ده الطفل… اللي المفروض يكون شاهد.
إياد بدموع:
— إنت اللي… اللي كل حاجة حصلت…؟
الراجل اقترب بخطوات بطيئة:
— وكل حاجة هتستمر… إلا لو اتعلمتوا تخافوا مني.
سامر ماسك المسدس، صوته ثابت:
— محدش هياخده.
الراجل ضحك وقال:
— وده اللي هيخلي اللعبة ممتعة.
---
في أوضة هنا، قلبها كان بيدق بسرعة.
إياد قعد على الأرض، وراها.
هنا مسكته بحنية:
— مفيش حاجة هتحصللك… أنا معاك.
إياد بص لها، دموعه على خده:
— ماما… ليه محدش ساعدنا قبل كده؟
هنا قلبها تقطع:
— لأن ربنا فضلنا نواجه… بس دلوقتي… أنا معاك.
---
في الصالة، سامر قرب من العدو خطوة، نظره حاد:
— كل اللي هتعمله… ده مكانك الأخير.
الراجل ضحك:
— جميل… عشان كده جيت أصطادك هنا.
المطر كان بيضرب الزجاج، الرياح بتعصف بالفيلا، والكل حاسس إن الجو بيتقل.
إياد فجأة رفع صوته:
— أنا مش خايف!
الكلمة خرجت بشجاعة طفلة… لكن صوتها كان فيه قوة خفية، كأنه بيهز العدو.
الراجل توقف، ابتسامة متغيرة:
— الطفل ده… أقوى من اللي كنت متوقعه.
سامر قرب خطوة ثانية، قبضته على المسدس جامد:
— آخر فرصة… امشي دلوقتي.
الراجل رجع خطوة، بص بعيد، وضحك ضحكة قصيرة:
— مش النهارده… النهارده بس البداية.
---
بعد لحظة صمت، الراجل اختفى في الظلمة، زي ما ظهر فجأة.
الكل اتنفس بعمق.
إياد سقط على الأرض، تعب، بس عينه كانت لسه حادة:
— هما… هيرجعوا؟
سامر مسكه من كتفه:
— أيوه… بس احنا مستعدين.
هنا قربت منهم، حضنت إياد:
— أهم حاجة دلوقتي… إحنا مع بعض.
إياد بص لها وابتسم ابتسامة صغيرة، دموعه لسه نازلة:
— وعد؟
سامر:
— وعد.
---
في آخر المشهد، منظر خارجي للفيلا.
ظلال بعيدة بتتحرك بين المطر، ضحكات قصيرة، وغموض أكبر.
صوت الراجل الأخير بيظهر على الموبايل:
— اللعبة لسه مبتدتش… والنهارده، كل حاجة هتتغير.
المطر استمر… والفيلا كانت واقفة… صامدة.
لكن كل اللي جوه عرفوا إن اللي جاي أكبر من أي حاجة شافوها قبل كده.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
استنوني الفصل القدام هيكون اقوي من كده.
بقلم:Mohammad kalaf

تعليقات
إرسال تعليق