القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة المكالمة المرعبة(الجزء الثاني عشر)

 

قصة المكالمة المرعبة-الجزء الثاني عشر

قصة المكالمة المرعبة-الجزء الثاني عشر

فضلت واقف قدام الحجر المنقوش عليه

"عاد... من اختار"

وانا حاسس ان الجملة دي مش رسالة طمانة...
دي تحذير.
حوالي مفيش ولا بيت...
ولا طريق ترابي...
ولا بوابة حديد.
المكان اللي كنت فيه من شوية اختفي كانه ما كانش موجود اصلا.
بس الاحساس لسه موجود.
احساس ان في حد واقف بعيد...
مش بيظهر...
لكن بيراقب.
الجوال في جيبي اهتز.
الرقم؟
فيصل.
فتحت الرسالة وانا ايدي بترتعش:

"لو لسه شايف الحجر... يبقي الحارس سابك ترجع. مؤقتا."

قريت كلمة مؤقتا اكتر من مرة.
يعني ايه سابني؟
يعني ايه مؤقتا؟
رديت بسرعة:

-فين انتو؟ فين بشري؟ وليه البيت اختفي؟

الرد ما جاش فورا.
الدقايق عدت تقيلة...
والسكوت كان مرعب اكتر من اي صوت.
وفجاة...
اتسمعت خطوات ورايا.
التفت بسرعة...
مفيش حد.
بس التراب كان متحرك...
كان حد مشي عليه من ثواني.
الجوال رن.
مكالمة.
مش رسالة.
رديت.

-اسمع يا رايد كويس...

صوت فيصل كان مبحوح... ومتكسر.

-اللي حصل الليلة دي ما كانش نهاية. ده كان اختبار.

قلت بصوت منخفض:
-اختبار لمين؟
سكت...
وبعدين قال:

-ليك... وللحارس... ولسه فيه مرحلة اخطر.

قاطعته بعصبية:

-فين بشري؟!

الصوت اتغير.
هدي زيادة عن اللزوم.

-بشري... اختارت غلط.

القلب وقع.
يعني ايه اختارت غلط؟

-يعني ايه؟! ماتت؟!

رد بهدوء مخيف:

-لا... الاسوا. هي فضلت تبقي جزء من البيت. والبيت... زي ما شوفت... مش مكان.

سكت شوية وبعدين كمل:

-هو وعي.

ذاكرة.
كيان.
وبيحتاج مضيفين علشان يفضل موجود.
وفجاة افتكرت الصورة المحروقة...
الوجوه المقطوعة...
الكراسي الفاضية.
قلت وانا بحاول اربط كل حاجة:

-يعني... كل اللي عاشوا في البيت...

-ما خرجوش منه ابدا.

قالها فيصل بوضوح.

-انت الوحيد اللي خرج كامل. وعشان كده... الحارس مش هيسيبك.

الجو حواليا بدأ يبرد.
مش برد ليل...
برد المكان اللي قبل ما يتكون.
قلت له وانا ببلع ريقي:

-طيب انا دلواقتي فين؟

رد بدون تردد:

-قريب جدا من بيتك. بس مش في عالمك. انت علي الحافة.

وقبل ما اسال، الخط اتقطع.
الشاشة نورت لوحدها.
مش مكالمة...
اشعار موقع.
العنوان كان بيظهر ويختفي:

"العودة للمصدر"

وفجاة...
المنطقة اللي حواليا بدات تتغير.
اصوات بعيدة...
انوار مدن...
وشوراع مالوفة.
انا كنت راجع.
رايح ناحية العالم الطبيعي.
لكن في اللحظة الاخيرة،
شفت انعكاسي علي شاشة الجوال.
وشي كان وشي...
لكن عيني...
سودة.
سودة اوي...
زي حفرة.
وسمعت همسة خفيفة، اقرب لصوتي انا:

-رجوعك مش معناه نجاتك.

ده معناه ان الدور لسه جاك.

الجوال فصل.
ورجعت فجاة...
واقف في نفس الشارع اللي خرجت منه اول مرة.
العربية قدامي.
البيوت منورة.
والوقت...
3:17 الفجر.
كأن كل حاجة ما حصلتش.
بس في جيبي...
لقيت الخاتم الفضي.
لسه دافي.
وعلي ايدي...
ظهر خط اسود رفيع...
زي علامة...
او ختم.
عرفت في اللحظة دي حقيقة واحدة بس:
انا ما خرجتش من القصة.
القصة خرجت معايا.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هنكملو في الجزء الثالث عشر.
اللي يبدأ فيه الحارس يظهر في عالم البشر.
بقلم:Mohammad kalaf

تعليقات