قصة المكالمة المرعبة- الجزء الثامن
مشيت ورا الكاءن... او بالاصح، رجلي كانت تتحرك لوحدها...
ما كنتش قادر اقاوم.
كان في خيط غير مرءي مربوط في صدري، يشدني كل ما احاول اتوقف.
الضوء اللي كان وراي اختفي تماما، والممر بقي عبارة عن ظلال...
ظلال تتحرك... تتغير... كانها تراقبني.
الكاءن قدامي كان بيمشي ببطء...
جر رجله علي التراب يصدر صوت يخترق الدماغ:
"شششرررر... شششرررر... "
كنت خايف الف واشوف وراي...
وافتكر كلام بشري:
"لو التفت... مش هتعرف تطلع."
فضلت بصص لقدامي، رغم ان المنظر نفسه افظع من اني اواجهه.
بعد دقايق- او يمكن لحظات طويلة ضاعت من الزمن- ظهر قدامي بيت...
بيت كبير...
اوسع من كل اللي كنت متخيله.
مبني قديم من طابقين، جدرانه مشققة، والنوافذ سودة كانها عيون عملاقة مقفولة...
وسور حديدي ملفوف حوالينه...
لكن الغريب ان باب السور كان مفتوح، بالضبط زي البوابة.
الكاءن واقف قدام الباب...
وبدون ما يلمسه، الباب اتفتح اكتر... باحساس واضح ان البيت نفسه "عايز يدخلني".
الجوال رن.
للأسف، رديت.
-وصلت؟
كان الصوت فيصل، لكن المرة دي كان متوتر... مش زي قبل.
قلت له وانا احاول اتنفس:
-ده بيتكلم؟ ليه شكله كده؟ وليه جبتوني هنا؟
سمعت صوت تنفس... وبعده صوت بشري:
-ما تخافش... اللي هتشوفه جوا ممكن يخضك في الاول... لكن لازم تعرف. قبل ما تختار تكمل... او ترجع.
رديت بسرعة:
-اخيرا يعني اقدر ارجع؟
في لحظة...
اتغير الصوت بشري تماما.
بقي صوت جامد... قاسي... بدون اي انسانية:
-لو قررت ترجع... مش هتلحق.
الجمله ده نزلت علي صدري زي حجر.
قلت بصوت مرتجف:
-طيب... جوا فيه ايه؟
فيصل رد:
-الحقيقة الاهم... احنا ليه اخترناك انت تحديدا.
حسيت رجلي تتجمد مكانها.
ليه انا؟
ازاي يعرفوني؟
وازاي يعرفوا حساباتي ومكاني واسراري؟
قبل ما اسال، الكاءن اللي قدامي لف راسه علي...
مش لفة طبيعية...
راسه لفت بزاوية مستحيل يعملها انسان.
كانها بيتاكد اني لسه واقف.
وبصوت بطييييء...
من غير ما يتحرك فمه...
سمعت كلمة واحدة:
-ادخل.
الباب الخارجي للبيت فتح لوحده...
والهواء اللي خرج منه كان بارد بشكل مش طبيعي...
بارد لدرجة حسيت انه دخل صدري ووقف قلبي ثانية.
رجلي اتحركت خطوة لجوه...
وفجاة... الخط انقطع.
مفيش فيصل...
مفيش صوت...
مفيش شبكة.
فهمت الرسالة:
من اللحظة دي...
انا جوا عالمهم.
دخلت...
واول ما وطيت رجلي جوا البيت، سمعت الباب يقفل وراي بقوة.
"دوووووم"
ظلام...
ورطوبة...
وريحة قديمة...
ريحة كان المكان دا مش متسكن من سنين...
ولا متسكن... من ناس.
وفجاة...
ظهر نور خفيف من اخر الممر داخل البيت نور اصفر...
نفس النور اللي كان بره.
مشيت نحوه بحذر...
لحد ما وصلت للغرفة اللي جاي منها النور.
ودخلت.
ولقيت...
كراسي محطوطة علي شكل نصف دائرة...
وفي النص... صورة عاءيلية محروقة.
فيها ابو وام... وولد وبنت...
لكن وشوشهم مش باينة... كان حد قصها بمشرط.
وفوق الصورة مكتوب بخط اسود كبير:
"اختيار الليل... لا يعود للنهار."
وقبل ما اقدر افهم...
سمعت صوت بشري...
لكن مش من الجوال...
من داخل البيت...
-اهلا يا رايد...
وحشتنا زمان.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الجزء التاسع هيكون الجزء اللي تبدا فيه الحقيقى تتكشف
والمرعب الحقيقى يظهر
بقلم:Mohammad kalaf

تعليقات
إرسال تعليق