قصة المكالمة المرعبة- الجزء السابع
لما انطفا كل شيء حواليا، حسيت ان الظلام مش مجرد غياب نور... لا، كان شيء حي، شيء يتحرك، شيء يلمس الهواء كانه يتنفس.
ما كنت سامع الا صوت انفاسي الثقيلة، وصوت خطوات بطيء... خطوات كائن ما شفتش شكله، لكن متاكد انه كان قدامي قبل ما الدنيا تطفا.
مددت ايدي حواليا ادور علي اي مصدر ضوء، اي مكان
اقدر اركز نظري فيه، لكن مفيش.
حتي الجوال... الشاشة سوداء، رغم انه كان شغال قبل ثانية.
وفجاة...
صوت الهمس اللي سمعته قبل ما الظلام ينزل رجع من جديد... لكن اقرب... اقرب بكتير.
-اخيرا يا رايد... احنا مستنيين اللقطه دي من زمان.
حسيت بروحة باردة قرب ودني.
رجعت خطوة لورا، لكن ظهري لمس شجرة...
يمكن كانت الشجرة اللي علي جانب الممر.
ومع اللمسة... الشجرة اهتزت كان حد يتحرك وراها.
صوت فيصل طلع من الجوال فجاة، كانه اشتغل لوحده:
-لا تخاف... احنا مش جايين نؤذيك. احنا بس عايزينك تعرف الحقيقة.
صرخت:
-اي حقيقة؟ انتو مين؟ واللي وراي ده ايه؟
اتنفس فيصل بعمق...
ثم قال:
-اللي وراك... مش بشر. ومش وحش. هو "الحارس"... واحنا ملزمين نعيش معاه. من يوم ما ماتوا ابونا وامنا، البيت ده ما عاد مكان عادي.
فجاة...
سمعت حركة سريعة في التراب قدامي...
حركة جر صوتها قريب جدا كان الكاءن بيلف حواليا في دايرة صغيرة.
قلت بصوت مرتعش:
-واحنا اخر الليل ليه؟ ليه كل ده يحصل في الضلمة؟
ردت بشري... صوتها رايق بشكل يخوف:
-لان الحارس ما يظهرش في الضوء. ولو كان في نور... عمرك ما كنت هتشوفه. ووجودك معانا لازم يكون في الظروف اللي هو يحبها.
حسيت ان في شيء بيعدي جنبي...
مش جسم انسان... حاجة كبيرة... لكنها خفيفة... زي ظل له وزن.
وفي اللحظة دي...
رجعت الاضاءة من بعيد... نقطة صغيرة، بعدين بدات تكبر.
كان نفس الضوء الاصفر اللي شفته قبل البوابة.
ومع ظهور الضوء...
قدرت اشوف ظل الكاءن لاول مرة.
كان واقف علي بعد مترين...
جسم طويل، وراسه مميل...
ايديه نازلة للارض...
ورجليه مش طبيعية، واحدة ثابتة وواحدة تتجر كانها
مش ملكه.
لكن... المرعب بجد...
ان مفيش ملامح.
وجه مظلم بالكامل، كان الظلام نفسه متعلق في مكان ملامحه.
قال فيصل:
-الحارس مش عدو. هو حكايتنا. لكنه يختار مين يدخل... ومين مايطلعش.
بلعت ريقي بصعوبة، وسالتهم:
-وانا؟... انا داخل ولا خارج؟
ردت بشري بصوت منخفض...
وصوتها كان اقرب من الاول، كانها مش بعيدة:
-احنا اخترناك... علشان انت مش خايف. او علي الاقل... كنت فاكر نفسك مش خايف.
في اللحظة دي...
الكاءن رفع راسه...
اول مرة من لحظة ظهوره يتحرك بالشكل ده.
ومع رفع راسه، الضوء الاصفر اختفي فجاة...
والظلام رجع يبلع المكان.
سمعت بشري تقول:
-الوقت خلص. دلوقتي لازم تمشي للبيت بنفسك. الحارس هيرافقك... لحد ما نوصل.
قولت بصوت متقطع:
-لحد ما نوصل فين بالظبط؟
فيصل قال:
-للمكان اللي هنعرفك فيه علي سر البيت... وسر اللي خلانا نعيش لوحدنا كل السنين دي.
وفجاة...
اتقدم الكاءن نحوي خطوة...
الارض اتحركت معاه...
والصوت اللي بيصدره قرب لدرجة انه صدي في صدري.
ومع كل خطوة...
حسيت ان رجلي بتتجمد...
كان شيء بيجبرني اتحرك...
امشي وراه...
وادخل اعمق في الممر.
وفعلا...
اتحركت.
مش بارادتي...
لكن... اتحركت.
ولما بدات امشي، فيصل قال اخر جملة قبل ما الخط يقطع:
-من اللحظة دي... مفيش رجوع يا رايد.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هنكمل الجزء الثامن ونكشف اول وجه من وجوه السر
الحقيقي؟
تبعوني ولاتنسو متابعه وشير لاصدقاء واستنوني الجزء الثامن
بقلم:Mohammad kalaf

تعليقات
إرسال تعليق