القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية غرام الليل(الفصل الثامن عشر من الجزء الثاني)

رواية غرام الليل(الفصل الثامن عشر من الجزء الثاني)

رواية غرام الليل

الفصل الثامن عشر من الجزء الثاني

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

(الحقيقة الاولي)

الليل كان ساكت زيادة عن اللزوم، سكات يخوّف.
فيلا الفيشاوي كلها كانت صاحية، حتى اللي نايمين… قلوبهم صاحية.

هنا كانت لسه قاعدة قدام باب أوضة إياد، ظهرها للحائط، حضناها على رجليها.
الكلمة اللي قالها من شوية كانت بتوجع:
«حتى لما تعرفي الحقيقة؟»

هنا قربت من الباب وقالت بصوت مكسور بس ثابت:
— الحقيقة ما تخوفنيش قد ما الوحدة تخوفني.

من جوه الأوضة، إياد ما ردش.
بس دمعة نزلت من عينه وهو باص للسقف.


---

في أوضة سامر، المعركة بدأت.
الملفات قدامه اتفتحت كلها.
صور… تقارير… أسماء.

مراد دخل وقفل الباب وراه:
مراد: لقيت حاجة؟

سامر وهو بيقلب ورق:
— إياد مش مجرد طفل متبني.
مراد: يعني إيه؟
سامر رفع عينه، صوته واطي وخطير:
— إياد كان شاهد.

مراد اتشد:
— شاهد على إيه؟

سامر طلع ملف قديم، مهترئ:

— قضية من خمس سنين… شبكة كبيرة، تزوير، وغسيل فلوس.

وقف لحظة وكمل:

— الطفل الوحيد اللي شاف حاجة… اختفى.

مراد بصله بصدمة:

— تقصد؟
سامر:
— إياد.


---

في أوضة إياد…
الطفل كان قاعد على السرير، ماسك الميدالية في إيده.
فتحها تاني، بص للصورة، وافتكر.

ذكرى
صوت خناق… صريخ… باب بيتفتح بعنف.
حد بيزعق:
— خليه ما يشوفش!

إياد صغير، مستخبي ورا ترابيزة، عينه مفتوحة على الآخر.
شاف وش… وش ما نسيهوش.

رجع للواقع وهو بيترعش.
همس:
— كنت فاكر إنكم مش هتعرفوا.


---

الصبح جه تقيل.
البيت كله متكهرب.

هنا دخلت المطبخ، سامر كان هناك.
عيونهم اتقابلت، المرة دي من غير خناق.

هنا بهدوء موجوع:

— قولّي… في إيه؟


سامر سكت لحظة، وبعدين قال:
— إياد مش آمن.
هنا قلبها وقع:
— يعني إيه؟
سامر:

— في ناس مستعدة تعمل أي حاجة عشان تسكته.


هنا قربت منه:
— وانت؟
سامر بص لها بثبات:
— وأنا مستعد أعمل أي حاجة عشان أحميه.


---

فجأة صوت فتح باب بعنف.
إياد نزل السلم، وشه شاحب، عينه ثابتة.

إياد:
— خلاص… كفاية.

الكل بصله.
هنا:
— إياد؟
إياد بص لسامر مباشرة:
— إنت عرفت صح؟

سامر ما كذبش:
— أيوه.

إياد ضحك ضحكة قصيرة موجوعة:
— يبقى مش هتفضلوا تحبوني كتير.

هنا قربت بسرعة وحضنته:
— الحب مش بيتقاس بالأسرار.

إياد زعق:

— أنا شفت ناس بتموت!
سكت، صوته كسر:
— وأنا طفل.

الصمت نزل تقيل.

سامر قرب، نزل لمستواه:

— وده مش ذنبك.
إياد بعصبية:
— كل اللي قرب مني اتأذى!

سامر مسك كتفه بقوة لكن بحنان:
— وإحنا مش هنسيبك.


---

رن جرس الفيلا تاني.
المرة دي أقصر… أسرع.

سامر فتح.
نفس المحامي.
بس الابتسامة اختفت.

المحامي:
— الوقت بيخلص.
سامر بهدوء قاتل:
— وأنا لسه بادئ.

طلع سامر ورقة:
— قضية قديمة… وشاهد مختفي.
رفع عينه:
— تحب نكمّلها؟

وش المحامي اتغير.
— إنت مش فاهم اللعبة.
سامر:
— بالعكس… أنا داخلها.


---

في آخر اليوم، إياد كان قاعد في الجنينة.
سامر قعد جنبه من غير كلام.

بعد شوية، إياد قال:

— هو انت ندمت؟

سامر:
— على إيه؟
إياد:
— إنك وافقت عليّ.

سامر بصله بعمق:
— أنا ندمت إنك عديت بكل ده لوحدك.

إياد بلع ريقه، لأول مرة حاسس إن في حد شايفه بجد.


---

وفي مكان بعيد…
نفس الراجل اللي على الشاشة، مسك الموبايل وقال:
— الطفل لسه فاكر.
صوت تاني رد:
— يبقى نقرّبه من الحقيقة… أو نخلّص عليه.

الخط اتقفل.
والعد التنازلي بدأ.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
استنوني الفصل القوي اللي جاي.
بقلم:Mohammed kalaf

تعليقات