رواية غرام الليل
الفصل السادس عشر من الجزء الثاني
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الهواء كان تقيل في أوضة إياد، كأن الليل نفسه واقف يتفرج عليه.
الصوت اللي طلع من ورا الشباك رجّع له ذكريات حاول يدفنها، ذكريات ما تنفعش لطفل في سنه.
إياد رجع خطوة لورا، صوته كان شبه هامس:
— امشي… لو طنط هنا شافتك هتزعل.
الستارة اتحركت أكتر، ووش راجل باين نصه في الضلمة:
— لسه خايف عليّ؟ ولا خايف منهم؟
إياد بلع ريقه:
— قلتلك امشي.
الراجل قرب، صوته واطي بس مليان تهديد:
— فاكر نفسك بقيت واحد تاني عشان دخلت فيلا؟
سكت لحظة وكمل:
— إنت لسه إياد… اللي من غير حد.
إياد شد الغطا على إيده بقوة، عينه دمعت بس ما نزلش دموع.
— أنا مش همشي معاك.
الراجل ابتسم بسخرية:
— مش دلوقتي… بس قريب.
وقبل ما إياد يلحق يرد، الصوت اختفى، والستارة رجعت مكانها كأن حاجة ما حصلتش.
إياد وقع قاعد على السرير، قلبه بيدق بسرعة، وفضل باصص على الشباك شوية، وبعدين قال بصوت واطي:
— أنا مش لوحدي… مش لوحدي.
---
في نفس اللحظة، سامر كان صاحي، مش قادر ينام.
حس بحاجة غلط، إحساس تقيل في صدره.
قام من السرير وطلع من الأوضة بهدوء.
وهو ماشي في الطرقة، سمع صوت حركة خفيفة.
وقف مكانه، بص ناحية أوضة إياد، الباب كان موارب.
سامر قرب وفتح الباب بهدوء.
شاف إياد قاعد على السرير، ضامم ركبته لصدره.
سامر:
— إنت صاحي ليه؟
إياد اتفاجئ، حاول يبان عادي:
— عطشان.
سامر قرب أكتر، قعد قدامه:
— عطشان ولا خايف؟
إياد سكت.
سامر بص في عينه، عرف الإجابة.
سامر بهدوء غير معتاد:
— حصل حاجة؟
إياد هز راسه بالنفي، وبعدين فجأة قال:
— هو لو حد جه ياخدني…
سكت، وبص في الأرض:
— هتسيبني؟
السؤال خبط سامر في قلبه.
مد إيده ولمس كتف إياد:
— محدش هياخدك من هنا.
إياد رفع عينه بسرعة:
— بجد؟
سامر:
— طول ما أنا عايش.
الكلمة خرجت من غير تفكير، بس وزنها كان تقيل.
إياد قرب منه شوية من غير ما يحس.
سامر وقف:
— نام… وأنا هفضل قريب.
وقبل ما يمشي، إياد قال:
— سامر؟
سامر:
— نعم.
إياد بتردد:
— تصبح على خير.
سامر ابتسم ابتسامة صغيرة:
— وإنت من أهله.
---
الصبح جه، لكن الهدوء ما جاش معاه.
هنا كانت في المطبخ، بتحضّر الفطار، بس دماغها مشغولة.
سامر دخل، شكله مرهق.
هنا:
— مالك؟
سامر:
— مفيش.
إياد دخل في اللحظة دي، قاعد على الكرسي وساكت، مش على طبيعته.
هنا لاحظت ده فورًا.
هنا:
— حبيبي مالك؟
إياد:
— مفيش.
نفس الكلمة… بس الإحساس غير.
سامر وهنا بصّوا لبعض.
مراد دخل وقال وهو بيتريق:
— إيه ده؟ الجو كده ليه؟ حد زعلان؟
إياد قام فجأة:
— أنا طالع.
وسابهم وطلع.
هنا قامت وراه، بس سامر مسك إيدها:
— سيبيه دلوقتي.
هنا بقلق:
— سامر الطفل ده…
سامر:
— أنا عارف.
---
بعد شوية، سامر كان واقف في الجنينة، ماسك الموبايل، بيكلم حد:
— الرقم اللي كلمني امبارح… عايز كل المعلومات عنه.
سكت شوية وبعدين قال:
— وإياد… عايز أعرف كل حاجة عنه.
قفل الموبايل وبص ناحية الشباك اللي فوق.
حس إن في حرب جاية… حرب مش بالسهل.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
استنوني الفصل القادم هيكون اقوي قريب جدااااا
بقلم:Mohammed kalaf
---
في أوضة إياد، الطفل كان قاعد قدام المراية.
بص لنفسه وقال بصوت واطي:
— لو عرفوا الحقيقة…
سكت، وابتسم ابتسامة غامضة:
— يا إما يحبوني أكتر… يا إما يكرهوني للأبد.
والليل، رغم إن الشمس طالعة،
كان لسه مخبي سر تقيل…
سر ممكن يغيّر كل اللي جاي.

تعليقات
إرسال تعليق