القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية غرام الليل (الفصل الخامس عشر من الجزء الثاني)

رواية غرام الليل (الفصل الخامس عشر من الجزء الثاني)

رواية غرام الليل

الفصل الخامس عشر من الجزء الثاني

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

حلّ الليل على فيلا الفيشاوي بهدوء ثقيل، هدوء ما كانش شبه أي ليلة فاتت.
البيت اللي كان متعود على النظام، حسّ بوجود روح جديدة… روح مشاغبة ومليانة أسئلة.

إياد كان قاعد في أوضته الجديدة، على السرير، بيحرّك رجله في الهواء وبيبص حوالينه بحذر.
الأوضة كانت واسعة، نضيفة، وفيها لعب أكتر من اللي شافه في حياته كلها.
لكن رغم كده، قلبه ما كانش مرتاح.

الباب اتفتح بهدوء، وهنا دخلت وهي شايلة كوباية لبن.
هنا بابتسامة:
— تشرب قبل ما تنام؟

إياد بص للكوباية وبعدين لها:
— هو اللبن ده عشان أنام؟
هنا ضحكت:
— أيوه.
إياد بذكاء:
— طب لو منمتش؟
هنا قربت وقعدت جنبه:
— يبقى نشربه سوا ونتكلم شوية.

إياد مسك الكوباية، شرب شوية، وبعدين قال فجأة:
— هو سامر بيكرهني؟

هنا اتصدمت من السؤال، مسحت على شعره وقالت:
— لا يا حبيبي… هو بس مش متعود.
إياد:
— يعني لسه مش بابا؟

هنا سكتت لحظة، وبعدين قالت بحنان:

— بابا مش كلمة… بابا أفعال.


إياد فكر في كلامها، وبص في الأرض.


---

في أوضة سامر، سامر كان واقف قدام المراية، فاكّ زرار القميص، دماغه مليانة.
سؤال إياد بيرن في ودنه:
«هتكون بابا بجد ولا مؤقت؟»

موبايله كان في إيده، الرقم الغريب لسه محفور في دماغه.
فتح سجل المكالمات، الرقم اختفى… كأنه ما كانش موجود.

خبط خفيف على الباب.
سامر:
— ادخلي.

هنا دخلت بهدوء.
هنا:
— نام.
سامر بسخرية خفيفة:
— بسرعة كده؟
هنا قربت منه:
— سامر… الطفل ده خايف.
سامر تنهد:
— وأنا؟

هنا بصتله بثبات:
— إنت أقوى من خوفك.

سامر قرب منها، حط راسه على جبينها لحظة، وبعدين قال:
— بس لو طلع في حياته حد تاني؟
هنا:
— يبقى نواجه سوا.


---

في نص الليل…
إياد فتح عينه على صوت خفيف.
حركة عند الشباك.

قلبه دق جامد.
قام على أطراف صوابعه، قرب من الشباك، الستارة اتحركت.

صوت واطي قال:
— لسه فاكرني يا إياد؟

إياد اتجمد مكانه.
الصوت ده… يعرفه.

إياد همس بخوف:
— إنت هنا ليه؟

الصوت ضحك:

— جيت أطمن عليك… قبل ما تنسى أنت مين.


خطوات قربت.
والليل كان بيخبّي بداية حكاية أخطر بكتير.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

استنوني الفصل القدام هيكون اقوي.
بقلم:Muhammad kalaf

تعليقات