قصة المكالمة المرعبة-الجزء السابع عشر
الهوا كان ساكن... ساكن لدرجة إنك تسمع دقات قلبك بوضوح.
كنت واقف في نص الطريق الترابي اللي ظهراني فجأة بعد البيت ما اختفي...
ومش قادر أفهم:
هل أنا رجعت فعلا؟
ولا دي مرحلة جديدة من نفس الكابوس؟
الجوال في إيدي...
والرسالة الاخيرة من فيصل كانت لسه ظاهرة:
،،لسه في الجزء اللي بعده.،،
لكن من اللحظة اللي قريتها...
ظهر نوتيفيكيشن جديد، من جهة ما فيهاش رقم... ولا اسم...
مجرد كلمة:
"تتبع."
ضغطت عليها...
الخريطة اتفتحت لوحدها...
وكان فيه نقطة حمرا بتتحرك ببطء...
نقطة وجاية علي مباشرة.
اتجمدت.
مهما كانت النقطة دى...
هتوصل خلال دقائق.
سمعت صوت عربيات من بعيد...
لكن الغريب؟
الصوت كان بيقل...
زي ما يكون كل شي حواليا بيختفي واحدة واحدة، لحد ما بقيت لوحدي تماما.
بصيت للسماء...
فجأة لقيتها سواد ما فيهاش قمر ولا نجوم...
بس في نقطة ضوء صغيرة...
بتكبر...
وبتقرب.
قلت بصوت واطي:
-مش معقول... ده النور اللي ظهر في البيت؟
بس قبل ما أكمل...
سمعت صوت خلفي:
-رايد... ما تروحش ناحية النور.
اتلفت بسرعة...
ليقت فيصل واقف، بس ملامحه مختلفة.
وشه شاحب...
وعينه مش سوداء زي الأول...
بقت رمادي، وكأنها مطفية.
قلت له وأنا متراجع خطوة:
-إنت... خرجت؟! إزاي البيت اختفي؟
ضحك ضحكة قصيرة...
ضحكة ما فيهاش روح:
-البيت ما اختفاش. إحنا اللي خرجنا منه... بعد ما اتكسرت اخر حلقة.
قرب مني خطوة...
والتراب بدأ يتحرك تحت رجليه كأنه بيتنفس.
-انت فاكر إنك هربت؟ لأ يا رايد...
انت فتحت الباب اللي محدش قدر يفتحه من سنين.
دلوقتي... كل طريق بتؤادي ليك.
الضوء اللي في السماء نزل فجأة...
لكن قبل ما يلمس الأرض، فيصل مد إيده ناحيتي:
-لو مسك... هتنتهي. وهترجع لنفس النقطة... النقطة اللي بدأت منها حياتك.
قلت له وأنا بحس قلبي بيوقع:
-يعني النور ده... مش اللي انقذنا؟
هز رأسه ببطء:
-الهروب كان خدعة. الحارس... له صور كتير.ونوره... مش نور. ده نداء... يرجع الغايب.
النقطة الحمراء اللي في الخريطة كانت وصلت تقريبا.
والضوء من فوق بقي علي بعد مترين بس.
فجأة...
ظهر صوت جديد...
صوت اعرفه...
صوت بشري:
-رايد... اسمعني. المرة دي لازم تختار بنفسك. لا تسمع كلام فيصل... ولا كلام النور. إختار انت.
ظهرت من الجانب الأخر...
لكن جسمها كان شبه دخان...
نصها واضح، ونصها بيدوب في الهوا.
صوت فيصل اتغير...
وشكله اتشوه:
-هي بتكذب! لو اخترت ناحيتها... هتفضل تيه للأبد!
وبشري صرخت:
-وهو لو اخترت طريقه... هتبقي خادم للحارس!
الضوء نزل أكتر...
النقطة الحمراء وصلت للطريق...
وصوت خطوات بتقرب بسرعة.
ومرة واحدة...
ظهر شخص ثالث من الظلام.
مش فيصل...
ولا بشري...
ولا ظل...
ولا نور.
شخص... بملامح أنا.
نعم...
أنا.
نفس شكلي.
نفس طولي.
نفس صوتي لما قال:
-انا اختيارك الثالث. الطريق اللي ما حدش قاله ليك. لو جيت معايا... هنكسر الدائرة كلها.
وقفت مذهول...
تلج...
مش فاهم أي حاجة.
دلوقتي...
قدامي ٣ طرق:
• نور نازل من السماء يقدر يبتلع أي شيء.
•فيصل اللي رجع بس بصورة مظلمة.
•بشري اللي نصها دايب بين العالمين.
•والنسخة التانية مني... اللي ظهرت بدون مقدمات.
ومرة واحدة...
اتجمدت الدنيا.
ولا صوت.
ولا هوا.
ولا حركة.
والأربع أصوات قالوا مع بعض:
-اختار.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يا تري هيختار مين. استنوا الحلقة اللي جاي؟
بقلم:Mohammad kalaf

تعليقات
إرسال تعليق